"فلان الفلاني يخاف ربي": الجملة السحرية إلي كي واحد يقولها، يلزمنا نفهمو أنه فلان الفلاني إنسان طيب، ناس ملاح، جدير بالثقة ومثال يحتذى بيه.
تقريبا فما إجماع في مجتمعنا على أنه الناس إلي "تخاف ربي" هي أكثر الناس خلقا وأخلاقا... وحتى كان ما نتفقوش على شكون يخاف ربي وشكون يفلم، إلي متفقين فيه الأغلبية الساحقة هو أنه إذا واحد يخاف ربي بالرسمي فهو إنسان متخلق وجدير بالثقة.... الصدى متع مفهوم الخوف من الله كبير لدرجة أنه تم توظيفه سياسيا وكان تقريبا الشعار الأول لحركة النهضة كي ربحت إنتخابات 2011 وقتلي دعاونا بش نصوتوا للناس... "إلي يخافوا ربي". والنتيجة نعرفوها : الشعب تفاعل معاهم وحطهم في السلطة.
ضمنيا، "إلي يخاف ربي" هو الإنسان إلي يعمل الخير في الدنيا على خاطر يخاف من عقوبة الإله.
وبقطع النظر على إمكانية تحديد الدوافع والأسباب -إلي تخلي الشخص يعمل الخير- من عدمها، ولي هي حكاية شبه مستحيلة خاطرها تدخل في إطار الحكم على النوايا (بش ما نقولوش الحكم على العقل الباطني (le subconscient) متع الشخص)، فإنه المقياس هذا لتحديد الأخلاق هو من أفسد المقاييس إلي متداولة حسب رايي و يعكس لحد كبير إنقلاب المفاهيم وإغتصاب الحس المنطقي إلي نعانيو منه في مجتمعاتنا...
وبقطع النظر على إمكانية تحديد الدوافع والأسباب -إلي تخلي الشخص يعمل الخير- من عدمها، ولي هي حكاية شبه مستحيلة خاطرها تدخل في إطار الحكم على النوايا (بش ما نقولوش الحكم على العقل الباطني (le subconscient) متع الشخص)، فإنه المقياس هذا لتحديد الأخلاق هو من أفسد المقاييس إلي متداولة حسب رايي و يعكس لحد كبير إنقلاب المفاهيم وإغتصاب الحس المنطقي إلي نعانيو منه في مجتمعاتنا...
منطقيا، الشخص إلي يعمل الخير خاطرو يخاف (بغض النظر من شكون يخاف)، هو شخص يتصرف بلاش قناعات وبلاش مبادئ... هو شخص منافق... وما عندو حتى جدارة (mérite)... بحيث السبب إلي يخليه يعمل حاجة باهية ماهوش اقتناعه بفوائدها، انما الخوف، وكهو... في أحسن الأحوال، شخص كيما هكا يستحق الشفقة خاطر ثقته في روحو مهزوزة لدرجة أنه يتصرف فقط لإرضاء كائن آخر.
إذا فما ناس يعملوا الخير فقط خاطر يخافوا، فهاذم أقل ناس يستحقوا الثقة اواعتبارهم "متخلقين"... خاطر بكل بساطة، هذا يعني أنه إذا نهار يتخلصوا من الخوف (لسبب أو لآخر) فإنهم بش يعملوا الشر... و يعني زادة أنه إذا فما شر يشوفوه هوما خير (لأنهم يعتقدوا مثلا أنه الإله إلي يخافوا منه يعتبره خير) فإنه بش يعملوه زادة... وأحسن مثال الدواعش... إلي هوما ناس نظريا "يخافوا ربي" ويمكن أكثر ناس يخافوا ربي ويسعاو لارضائه، ومع ذلك يعملوا كل الشرور إلي نجمو نتصورها... والسبب هو أنه بالنسبة ليهم ربي ما عندوش مشكلة مع الشرور آذيكا، وبالتالي ما فماش علاش ما يعملوهاش.
للأسف، مجتمعنا يعطي أكثر ببرشة قيمة لأفعالنا إلي مصدرها الخوف مقارنة بلي مصدرها القناعة... وحتى صغارنا نربيوهم على الخوف (من الوالدين، من المعلمين، من الإله، إلخ...) وهكا نضمنوا أنهم ينخرطوا في الدائرة المفرغة ونفسدولهم حسهم المنطقي والإنساني وثقتهم في رواحم من الصغرة.