samedi 27 février 2016

فلان الفلاني يخاف ربي

"فلان الفلاني يخاف ربي": الجملة السحرية إلي كي واحد يقولها، يلزمنا نفهمو أنه فلان الفلاني إنسان طيب، ناس ملاح، جدير بالثقة ومثال يحتذى بيه.

تقريبا فما إجماع في مجتمعنا على أنه الناس إلي "تخاف ربي" هي أكثر الناس خلقا وأخلاقا... وحتى كان ما نتفقوش على شكون يخاف ربي وشكون يفلم، إلي متفقين فيه الأغلبية الساحقة هو أنه إذا واحد يخاف ربي بالرسمي فهو إنسان متخلق وجدير بالثقة.... الصدى متع مفهوم الخوف من الله كبير لدرجة أنه تم توظيفه سياسيا وكان تقريبا الشعار الأول لحركة النهضة كي ربحت إنتخابات 2011 وقتلي دعاونا بش نصوتوا للناس... "إلي يخافوا ربي". والنتيجة نعرفوها : الشعب تفاعل معاهم وحطهم في السلطة.

ضمنيا، "إلي يخاف ربي" هو الإنسان إلي يعمل الخير في الدنيا على خاطر يخاف من عقوبة الإله.
وبقطع النظر على إمكانية تحديد الدوافع والأسباب -إلي تخلي الشخص يعمل الخير- من عدمها، ولي هي حكاية شبه مستحيلة خاطرها تدخل في إطار الحكم على النوايا (بش ما نقولوش الحكم على العقل الباطني (le subconscient) متع الشخص)، فإنه المقياس هذا لتحديد الأخلاق هو من أفسد المقاييس إلي متداولة حسب رايي و يعكس لحد كبير إنقلاب المفاهيم وإغتصاب الحس المنطقي إلي نعانيو منه في مجتمعاتنا...

منطقيا، الشخص إلي يعمل الخير خاطرو يخاف (بغض النظر من شكون يخاف)، هو شخص يتصرف بلاش قناعات وبلاش مبادئ... هو شخص منافق... وما عندو حتى جدارة (mérite)... بحيث السبب إلي يخليه يعمل حاجة باهية ماهوش اقتناعه بفوائدها، انما الخوف، وكهو... في أحسن الأحوال، شخص كيما هكا يستحق الشفقة خاطر ثقته في روحو مهزوزة لدرجة أنه يتصرف فقط لإرضاء كائن آخر. 

إذا فما ناس يعملوا الخير فقط خاطر يخافوا، فهاذم أقل ناس يستحقوا الثقة اواعتبارهم "متخلقين"... خاطر بكل بساطة، هذا يعني أنه إذا نهار يتخلصوا من الخوف (لسبب أو لآخر) فإنهم بش يعملوا الشر... و يعني زادة أنه إذا فما شر يشوفوه هوما خير (لأنهم يعتقدوا مثلا أنه الإله إلي يخافوا منه يعتبره خير) فإنه بش يعملوه زادة... وأحسن مثال الدواعش... إلي هوما ناس نظريا "يخافوا ربي" ويمكن أكثر ناس يخافوا ربي ويسعاو لارضائه، ومع ذلك يعملوا كل الشرور إلي نجمو نتصورها... والسبب هو أنه بالنسبة ليهم ربي ما عندوش مشكلة مع الشرور آذيكا، وبالتالي ما فماش علاش ما يعملوهاش.

للأسف، مجتمعنا يعطي أكثر ببرشة قيمة لأفعالنا إلي مصدرها الخوف مقارنة بلي مصدرها القناعة... وحتى صغارنا نربيوهم على الخوف (من الوالدين، من المعلمين، من الإله، إلخ...) وهكا نضمنوا أنهم ينخرطوا في الدائرة المفرغة ونفسدولهم حسهم المنطقي والإنساني وثقتهم في رواحم من الصغرة.

jeudi 25 février 2016

عقوبة الزطلة: جريمة الدولة في حق شعبها

من انذل الجرائم إلي ترتكبهم الدولة في حق مواطنيها، جرم معاقبتهم على حاجات ما يضروا بيها حتى حد غير أنفسهم في أقصى تقدير، كيما عقوبة الحبس للي يستهلكوا الزطلة مثلا (لو فضرنا أنه إستهلاك الزطلة، في المطلق، فيه ضرر) ... في الحقيقة ما فهمتش بآنا منطق يتم معاقبة إنسان بتعلة أنه ألحق ضرر بروحو ... معناها الحل الوحيد إلي لقاتو دولتنا العزيزة للناس إلي (حسب تقديرها) يضروا في رواحهم هو أنه تزيدهم مضرة على مضرة وترميهم في الحبس وهكا تضمن أنه الضرر يكون أشمل وأوسع (نفسي و إجتماعي و صحي و مهني، إلخ.) ويقتصرش على إمكانية الإدمان على مادة مخدرة خفيفة، إمكانية نسبة حصولها قليلة برشة (خاطر الزطلة ما تعتبرش مادة ادمانية - drogue addictive) وخطورتها ما تقلش على خطورة الإدمان على الكحول مثلا (إلي استهلاكها 100% قانوني في تونس).

ما نعرفش وقتاش الدولة التونسية (إلي تعتبر روحها ديمقراطية و حداثية و كافلة لحقوق الإنسان)، تفهم إلي إلحاق الضرر بالنفس هو واحد من الحقوق البديهية للإنسان، ويدخل في إطار الحريات الفردية... وأنه الضرر الوحيد إلي يلزم يعاقب عليه القانون هو الملحق بالناس الأخرين... وإذا، لأسباب إنسانية، دولتنا تحب تعاون الناس إلي يضروا في رواحهم (مضرة حقيقية، موش إلي يتكيفوا جونتا مرة في الجمعة)، ما فيها باس أما وقتها الإعانة ما تكونش بإلحاق ضرر إضافي وانما بإيجاد حلول تخلي الناس هاذم ما عادش يضروا رواحهم (مع إحترام، دائما، حقهم في أنهم يضروا رواحهم إذا هوما يحبوا).