مسألة زواج الرسول من عائشة وهي في سن السادسة (و ليس في التاسعة كما ذكرت ألفة يوسف) مع بدئ ممارسة الجنس معها عندما بلغت سن التاسعة، حسب كتب السيرة النبوية، ومنها البخاري، هي فعلا من المواضيع التي تطرح جدالات واسعة في الحوارات الدينية و اللادينية.
ألفة يوسف ادعت تناول الموضوع بحياد لحسمه في هذا الفيديو. و يمكن تلخيص رأيها "الحاسم" هذا في ثلاث نقاط :
1- اللادينيون ليس لهم الإعتماد على ما جاء في كتاب البخاري لبناء آرائهم نظرا لكونهم يعتبرون أن كل ما جاء في هذا الكتاب خاطئ.
2- يجب وضع مسألة السن في اطارها التاريخي فعند مجيء الإسلام، الطفولة كانت تنتهي في سن السبع أو الثماني سنوات وبالتالي فإن شبهة البيدوفيليا تجاه نبي الإسلام فيها إسقاط للحاضر على الماضي و لا تستقيم.
3- محمد، في الدين الإسلامي، لم يكن سوى إنسان عادي يوحى إليه، يعني إذا استثنينا مسألة الوحي الذي ينزله الله عليه، والذي يميزه على بقية البشر، فإنه، مثل هؤلاء، يخطئ ويصيب، وبالتالي لا يجب التركيز على حياته الشخصية بل فقط على ما أنزل إليه من وحي.
ألفة يوسف ادعت تناول الموضوع بحياد لحسمه في هذا الفيديو. و يمكن تلخيص رأيها "الحاسم" هذا في ثلاث نقاط :
1- اللادينيون ليس لهم الإعتماد على ما جاء في كتاب البخاري لبناء آرائهم نظرا لكونهم يعتبرون أن كل ما جاء في هذا الكتاب خاطئ.
2- يجب وضع مسألة السن في اطارها التاريخي فعند مجيء الإسلام، الطفولة كانت تنتهي في سن السبع أو الثماني سنوات وبالتالي فإن شبهة البيدوفيليا تجاه نبي الإسلام فيها إسقاط للحاضر على الماضي و لا تستقيم.
3- محمد، في الدين الإسلامي، لم يكن سوى إنسان عادي يوحى إليه، يعني إذا استثنينا مسألة الوحي الذي ينزله الله عليه، والذي يميزه على بقية البشر، فإنه، مثل هؤلاء، يخطئ ويصيب، وبالتالي لا يجب التركيز على حياته الشخصية بل فقط على ما أنزل إليه من وحي.
سأحتفظ برأيي فيما يتعلق بحسن أو سوء نيتها فيما ذكرت وسأكتفي بالرد عليه، ليس بغاية الدفاع على رسول الإسلام ولا إدانته، بل فقط لتوضيح الموقف الحقيقي لمن ينتقد هذه الواقعة في التاريخ الإسلامي، و ذلك بقطع النظر عن معتقده... فالأمر ليس صراعا بين اللادينيين والمسلمين كما زعمت ألفة يوسف، بل بين من يفكر ومن يرفض إستعمال عقله... والإدعاء بأن اللادينيين هم وحدهم من يفكرون ويحللون وينتقدون هو استنقاص من ذكاء المسلمين.
أولا، ليس صحيحا أن اللادينيين (أو العقلانيين بصفة عامة) يعتبرون أن كل ما جاء في صحيح البخاري خاطئ... هذا إختصار ساذج للأشياء. فهم فقط لا يقدسون هذا الكتاب... و عدم التقديس لا يعني أنهم يكذبون كل ما جاء فيه.
الآن، هناك قاعدة منطقية بسيطة وهي أن نقد أي منظومة يقتضي بالضرورة الإعتماد على المصادر المعتمدة من قبلها. لهذا يتم الإستدلال بالبخاري، من قبل من لا يقدس هذا الكتاب، لنقد المنظومة الإسلامية. ولو أراد مسلم نقد المسيحية مثلا، لفعل ذلك إستنادا على ما هو موجود في الإنجيل رغم إيمانه بأنه محرف، ولو أراد رأس مالي أن ينتقد الشيوعية لإعتمد على ما يقوله المنظرون الشيوعيون (كماركس أو لينين) رغم عدم تبنيه لأفكارهم، إلخ...
إذن فإن نقد زواج الرسول من عائشة وهي طفلة ليس فيه تسليم بالضرورة بأن هذا الشيء وقع فعلا، وليس نقدا لشخص محمد بقدر ما هو نقد للمنظومة التي تقر بوقوع هذا الزواج.
الآن، هناك قاعدة منطقية بسيطة وهي أن نقد أي منظومة يقتضي بالضرورة الإعتماد على المصادر المعتمدة من قبلها. لهذا يتم الإستدلال بالبخاري، من قبل من لا يقدس هذا الكتاب، لنقد المنظومة الإسلامية. ولو أراد مسلم نقد المسيحية مثلا، لفعل ذلك إستنادا على ما هو موجود في الإنجيل رغم إيمانه بأنه محرف، ولو أراد رأس مالي أن ينتقد الشيوعية لإعتمد على ما يقوله المنظرون الشيوعيون (كماركس أو لينين) رغم عدم تبنيه لأفكارهم، إلخ...
إذن فإن نقد زواج الرسول من عائشة وهي طفلة ليس فيه تسليم بالضرورة بأن هذا الشيء وقع فعلا، وليس نقدا لشخص محمد بقدر ما هو نقد للمنظومة التي تقر بوقوع هذا الزواج.
ثانيا، ليس صحيحا أن الطفولة تنتهي في سن السابعة أو الثامنة في الجزيرة العربية في فترة مجيء الإسلام، فالطفولة ليست مجرد أمر تقديري إجتماعي يختلف بإختلاف الإطارين المكاني والزماني للمجتمعات، بل هي أمر علمي : بيولوجي ونفسي. و علميا، لم يتطور الإنسان في ال14 قرنا الأخيرة لدرجة تجعل سن الطفولة عند مجيء الإسلام مختلفة عن سن الطفولة اليوم... و حتى إن كانوا آنذاك، في الجزيرة العربية، يعتبرون الأطفال راشدين قبل بلوغهم سن الرشد، فهذا لا يبرر، حسب منتقدي زواج محمد من عائشة، تعامل الإسلام بالذات مع الأطفال بهذا الشكل، والسبب هو أن هذا الدين عرف نفسه بأنه إلهي، مثالي، صالح لكل زمان ومكان (وهذه النقطة بالذات هي جوهرية إذ أنها هي التي تبرر إسقاط الحاضر على الماضي فيما يتعلق به) و أن رسوله اسوة حسنة على جميع البشر الاحتذاء بها... وبالتالي فإنه كان من المفروض أن يصلح هذا الأمر و أن يرجع حقوق الأطفال، دائما حسب المنتقدين، لا أن يخضع لجهل المجتمع الذي ظهر فيه و يساهم بدوره في إغتصاب هذه الحقوق.
كما أن المشكل في هذا الزواج لا يكمن في تهمة البيدوفيليا فحسب، بل وأيضا في تقرير مصير حياة طفل صغير بالنيابة عنه، لهذا أصررت على التذكير، في بداية هذا النص، بأن سن زواج عائشة، في كتب السيرة، لم يكن 9 سنوات بل 6 سنوات رغم أن ممارسة الجنس معها بدأ عندما بلغت سن التاسعة، وذلك لأن النقد لا يخص فقط الجانب الجنسي للموضوع بل وأيضا الإجتماعي، فقرار تزويج فتاة صغيرة خبرتها في الحياة شبه منعدمة، في حد ذاته، هو أمر مروع، حتى لو لم يتم مضاجعتها أبدا.
كما أن المشكل في هذا الزواج لا يكمن في تهمة البيدوفيليا فحسب، بل وأيضا في تقرير مصير حياة طفل صغير بالنيابة عنه، لهذا أصررت على التذكير، في بداية هذا النص، بأن سن زواج عائشة، في كتب السيرة، لم يكن 9 سنوات بل 6 سنوات رغم أن ممارسة الجنس معها بدأ عندما بلغت سن التاسعة، وذلك لأن النقد لا يخص فقط الجانب الجنسي للموضوع بل وأيضا الإجتماعي، فقرار تزويج فتاة صغيرة خبرتها في الحياة شبه منعدمة، في حد ذاته، هو أمر مروع، حتى لو لم يتم مضاجعتها أبدا.
ثالثا، ليس صحيحاً أن محمدا في الإسلام هو مجرد شخص عادي لا يتميز عن بقية البشر إلا بنزول الوحي عليه... فالمكانة التي يحضى بها هذا الأخير في الإسلام هي مكانة خاصة تكاد تكون إلهية، فهو "لا ينطق عن الهوى" وهو "أسوة حسنة" وهو "متمم مكارم الأخلاق" و هو "سيد الخلق"، إلخ... وما يجب أن تفهمه ألفة يوسف هو أن نقد نبي الإسلام من قبل العقلانيين ليس فيه سعي لتصفية حساب شخصي مع هذا الأخير (كما يتصور أيضا بعض المغرمين بنظرية المؤامرة)، فهو بالنسبة لهؤلاء الناقدين لا يتعدى أن يكون شخصية تاريخية ماتت منذ 14 قرنا... بل الهدف من اهتمامهم بحياته هو تحليل وتقييم منظومة بأكملها هي التي جعلت منه ممثلها الأول و الأوحد.